أما حكم لمس المصحف بدون وضوء، هذه المسألة من المسائل المهمة، ونجد الكثير من المسلمين يسألوا هذا السؤال، ولا شك أن هذا الكتاب العظيم لا بد أن نقدسه ونعظمه لأنه كلام الله تعالى، فمن خلال مقالنا هذا سوف نبين لكم آراء أهل العلم في مسألة مس المصحف بدون وضوء من خلال موقع سراج.
Contents
حكم لمس المصحف بدون وضوء
تجدر الإشارة إلى المحدث حدثًا أصغر يمكن له قراءة القرآن وهذا إجماع العلماء، ولكن الأفضل أن يكون بوضوء، حيث قال النووي: (أجمع المسلمون على جواز قراءة القرآن للمحدث، والأفضل أن يتطهر لها).
أما مسألة مس المصحف وحمله فقط دون القراءة، فقد قالوا الأئمة الأربعة على أن ذلك محرم، وقد استدل الجمهور بآية من القرآن حيث قال تعالى: (إنه لقرآن كريم* في كتاب مكنون* لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين) [الواقعة: 77-80].
وكذلك استدلوا بما كتبه النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم: ” أن لا يمس القرآن إلا طاهر” وأيضًا قال ابن تيمية: قال الإمام أحمد: “لا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم كتبه له، وهو أيضاً قول سلمان الفارسي وعبد الله بن عمر وغيرهما، ولا يعلم لهما من الصحابة مخالف”.
إقرأ أيضا:طريقة صلاة التراويح في البيتكما قال النووي في المجموع “واستدل أصحابنا بالحديث المذكور، وبأنه قول علي وسعد بن أبي وقاص وابن عمر رضي الله عنهم، ولم يعرف لهم مخالف من الصحابة” ومن هنا نفهم أنه لا يجوز مس المصحف أو نقله سواء كان ذلك لأجل القراءة أو الحفظ أو التعلم.
كذلك يمكن القراءة من المصحف بدون أن يمسه، حيث قال ابن تيمية: “إ ذا قرأ في المصحف أو اللوح ولم يمسه جاز ذلك، وإن كان على غير طهور” وهناك رأي آخر مخالف لجمهور العلماء حيث كان رأي الحاكم وحماد وداود الظاهري أنه جائز أن يمس المصحف بدون وضوء وقولهم مرجوح.
كذلك يستثنى من مس المصحف بدون وضوء الصبي في أثناء تعليمه كتاب الله، لأن هذا من الضرورة، وطهارة الصبي لا تنحفظ، كما أنه يمكن نقل المصحف إذا كان في متاع؛ لأن هنا المقصود هو عمل المتاع.
من أحكام مس المصحف
هناك عدة أحكام لمسألة حكم لمس المصحف بدون وضوء وهي الآتي:
أولًا: مس غلاف المصحف المنفصل عنه
- القول الأول إنه لا يحرم مس غلاف المصحف المنفصل عنه، وهذا مذهب الحنفية ووجه عند الشافعية، والصحيح من مذهب الحنابلة.
- أما القول الثاني أنه يحرم مس غلاف المصحف المنفصل عنه، وهذا مذهب المالكية، وأصح الوجهين عند الشافعية، وعند الحنابلة، الأوزاعي قال به.
ثانيًا: ماهية المس المحرم
- فمس المصحف بدون حائل للمحدث حدث أكبر أو أصغر، فهذا يعتبر محرم عند مذهب الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة.
- أما مس المصحف بحائل فقد اختلف الفقهاء في ذلك:
- منهم من قال لا يجوز كالحنفية والمالكية والشافعية.
- ومنهم من قال يجوز كقول بعض الحنفية، وأصح الوجهين عند الشافعية في حمل المصحف في متاع.
ثالثًا: مس كتب العلم المشتملة على القرآن
هذه المسألة اختلف الفقهاء فيها، فاشتملت على عدة أقوال وهي:
إقرأ أيضا:تفسير حلم ثعبان للمتزوجة- القول الأول يجوز مس كتب العلم التي تشمل على آيات القرآن، وهذا قول بعض الحنفية، والمالكية، والأصح عند الشافعية، والحنابلة.
- القول الثاني يحرم مس الكتب التي تشمل على القرآن، وهذا كان رأي كلًا من الشافعية والحنابلة.
- الرأي الثالث أنه يكره مس كتب العلم التي تحتوي على القرآن، وهذا قول الحنفية وبعض الشافعية.
- القول الرابع يحرم أن يمس الإنسان كتب التفسير، وهذا قول لبعض الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة.
رابعًا: حكم مس الجنب للمصحف
- هذه المسألة نقل بعض العلماء بالإجماع أنه لا يجوز للمحدث حدث أكبر أن يمس المصحف مباشرة.
- وهناك من العلماء اختلفوا في مسألة مس المصحف للجنب:
- فمنهم من قال حرام كقول الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة واختيار ابن تيمية.
- ومنهم من قال يجوز للجنب أن يمس المصحف، وهذا مذهب الظاهرية.
في الختام
إقرأ أيضا:هل الزواج قسمة ونصيبقد بينا بعض المسائل المتعلقة بـ حكم لمس المصحف بدون وضوء، فنرجو أن يكون ما قدمناه لكم يستفاد منه، فهذا حق واجب علينا أن نتعلم ديننا بشكل صحيح، ونبحث ونسأل أهل العلم عن كل صغيرة وكبيرة.