يطرح الكثير من المسلمين هذا التساؤل دائمًا هل الزواج قسمة ونصيب لذلك سوف نتطرق للإجابة عنه بالأدلة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، الجدير بالذكر أن سعي الإنسان في اختيار شريك حياته أمر واجب كما وضحت أحاديث نبوية شريفة سننوه عنها من خلال موقع سراج.
Contents
هل الزواج قسمة ونصيب
للإجابة على هذا التساؤل يجب النظر إلى الحديث الشريف الذي يوضح وجوب اختيار شريك الحياة على أسس ثابته حتى كون الزواج ناجح، كما سنوضح فيما يلي:
- عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ).
- من خلال الحديث الشريف نجد أن الحث على الارتباط بامرأة ذات دين هو أساس النكاح، حيث يمكن أن تكون العوامل الأخرى ثانوية لأنها معرضة للزوال في أي وقت.
- كذلك نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار لحسن اختيار الزوج، حيث قال (إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ).
- من خلال الحديث نجد أن الخلق والدين هو الأساس الذي لا يجب التغاضي عنه وإلا يكن ذلك فساد في الأرض.
- كذلك هناك بعض الضوابط التي شرعها الرسول لمن يريد الزواج، حيث النظر إلى المرأة هو احد أسباب التوافق بين الخاطب وخطيبته.
- كما أشار عليه الصلاة والسلام في حديثه الشريف لرجل خطب ولم ينظر إلى من يريد خطبتها (اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا) رواه الترمذي.
- لذلك مما سبق وفق توجيهات النبي الكريم نجد أن الزواج ليس قسمة ونصيب، حيث يعتمد في الأساس على حسن الاختيار من الطرفين.
هل الزواج قسمة ونصيب للشيخ الشعراوي
يرى الشيخ الشعراوي رحمه الله أن حياة كل إنسان مكتوبة عند الله عز وجل قبل أن يخلق، وذلك لأنه سبحانه وتعالى اعلم بعباده وبما سيختارونه، لذلك تم كتابة الأقدار كلها بما يتفق مع اختياراته حيث قال رب العزة في كتابه العزيز:
إقرأ أيضا:مقدار زكاة الفطر نقدًا في قطر(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ).
لذلك قال الشيخ الشعراوي أن الزواج قسمة ونصيب من عند الله عز وجل لكنه مرتبط باختيار الشخص، كما وضح لنا الله عز وجل في كتابه الحكيم (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ(40)).
هل الزواج نصيب مكتوب
الزواج أحد الأمور المكتوبة في اللوح المحفوظ وذلك كما وضح لنا الرسول الكريم في حديثه الشريف:
- (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال وعرشه على الماء).
- لذلك مما سبق نجد أن الزواج قدر مكتوب، لكن على المسلم أن يأخذ بالأسباب ويبحث عن شريكة حياته بناء على الدين والأخلاق وليس المال والحسب.
- بالإضافة أن اختيار الزوج أيضًا يجب أن يكون بمعايير تعتمد على الدين والأخلاق في المقام الأول.
أهداف الزواج في الشريعة الإسلامية
ذكر الزواج في القرآن الكريم على أساس أنه رباط بين الزوجين أساسه الرحمة والمعاملة الحسنة، كما سنوضح فيما يلي:
- (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
- كذلك السبيل الوحيد لإعمار الأرض هو الزواج الذي يجعل الحياة تستمر على الأرض.
- لذلك وضع لنا رب العزة أساس بناء الأسرة وهو المودة والرحمة.
- بالإضافة أن الزواج يعف الرجل والمرأة ويجنيهم الوقوع في المحرمات لإشباع رغباتهم، كما وضح لنا رسولنا الكريم في حديثه الشريف:
- (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ.”).
- بالإضافة أن الزواج والمعاشرة الزوجية لها قدر كبير في الإسلام حيث قال الرسول الكريم أن العلاقة الزوجية كالصدقة.
- وذلك لأنه وضعها في حلال فكان له اجر كبير عند الله عز وجل كما جاء في الحديث الشريف التالي.
- (وفي بُضْعِ أحدِكم صدقةٌ قالوا: أَيَأْتِي أحدُنا شهوتَه يا رسولَ اللهِ ويكونُ له فيها أجرٌ؟ قال أليس أن وضعها في حرامٍ كان عليه وِزْرٌ؟ فكذلك إذا وضعها في حلالٍ كان له أَجْرٌ).
إقرأ أيضا:متي كانت ليلة الإسراء والمعراج